تَعالت صرخة الإيمان فينا ******* نَدكُ بها عروش الكافرينا
عقدنا العزم أن نبقى جنوداً ******* ليوثاً ننصرُ الحقَّ المُبينا
ولو ولّت جموعُ الناس عنَّا ******* فإنا بالهدى مُستَمسكينا
ولا والله لن نبقى حيارى ********* فنغرق في بحار التائهينا
فنصرُ الله لا يأتي لقومٍ ************ إذا لاقوا تولّوا مدبرينا
ملاءّنا قلبنا وغراً وغيظاً ******* على أعداء رب العالمينا
نذودُ عن الشريعة كل باغٍ ***** فيرجعُ خائباً في الأخسرينا
ونضربُ بالسيوف رقاب قومٍ**** تصيّرهم حصيداً خامدينا
تدكدكهم جيوش الحق دكَّا *** ولو شادوا لهم حصناً حصينا
ونُحيي سنّة الصديق فيهم ****** فنسقيهم بها كأساً مُهينا
فلا التهديد يثنينا فلسّنا ********* نُبالي بالطغاة المارقينا
ألِفنا كل داهيةٍ فعدنا ********* نلاقي خطبها مستبشرينا
ولا الإغراء يغرينا فإنا ********* أبَيْنَا أن نذل وأن نلينا
ركلنا زهرة الدنيا وقمنا ******* إلى جنات عدنٍ قاصدينا
فمهما يمكر الطغيان مكراً ****** فإن الله خيرُ الماكرينا
ولا نعطي الدنيَّة لا ولكن **** بحد السيف نُردي من لقينا
فإن كان التطرف قتلَ طاغٍ ******** فإنا أولُ المتطرفينا
وإن كان التهور نصرَ حقٍ ******** فعدُّونا إذا متهوِّرينا
فقد طال الظلام ظلام كفرٍ *** وصار سواده في الناس دينا
ومن يرضَ الهوان يعش ذليلاً**ويوم غدٍ يُرى في النادمينا
فيا من قد غدوا للكفر حرباً ***** بوعد الله كونوا واثقينا
وصبراً في مجال الموت صبراً **** فإن النصر آتينا يقينا
فيا من يبتغي جنات عدنٍ ****** تقدم لا تكن في القاعدينا
وخض غمرات حرب في ثباتٍ *** فعقبى خوضها للمتقينا
وجد بالنفس إن القتل فخرٌ **** إذا ما حزته في السابقينا
فغاية أمرنا موتٌ وقبر******* ولو عشنا لآلاف السنينا
فلا الآجال تدنيها سيوفٌ ****** ولا يُنجي فرارُ الهاربينا
فقل للخائرين بكل صقعٍ ********* ألا بعداً لقومٍ خائرينا
ولا تجبن فإن الجبن عارٌ **** وإن الجبن دأب السافلينا
وجدد نهج أبطالٍ تساموا*** وكانوا في الوغى مستبسلينا
أننسى يوم خيبر يوم فتحٍ ******** فكلا ثم كلا ما نسينا
أقومٌ يُذكر القعقاع فيهم **** تخوفهم جيوش الصاغرينا
وقومٌ تذكر اليرموك فيهم ***** أيرضون المذلة خانعينا
ويوم القادسية يوم سعدٍ ******* يُهيّج فيهم الآمال حينا
وتذكر بينهم حطين دوماً ******* فهل ستراهمُ متثاقلينا
لنا في ذكر ذا زادٌ إلى أن ***** نجدد خالداً في الفاتحينا
فإما أن نعيش بظل حُكمٍ ****** به يعلو شعارُ المسلمينا
وإما أن نُرى في يوم حربٍ *** بساحات الوغى متجندلينا